"هشام جيراندو": شبكة ابتزاز يديرها خائن من خلف الحدود

"هشام  جيراندو": شبكة ابتزاز يديرها خائن من خلف الحدود

في زوايا مظلمة من عالم الجريمة، تظهر قصة المدعو "هشام جيراندو"، الهارب إلى كندا، والذي أسس شبكة ابتزاز معقدة بالتعاون مع تجار المخدرات. بدأت القصة باعترافات تاجر مخدرات مسجون في "عكاشة" بالدار البيضاء، يُدعى "رضا. ع"، الذي كشف عن كيفية سقوطه في براثن هذا الخائن

بدأت الحكاية عندما اضطر رضا للعمل كوسيط تحت تهديد جيراندو، الذي نشر فيديوهات تشهيرية ضده على مواقع التواصل الاجتماعي. وجد رضا نفسه مجبرًا على دفع مبالغ مالية لجيراندو، ثم العمل كـ »سمسار » لاستدراج ضحايا آخرين للابتزاز.

لكن القصة لم تقف هنا، فالفيديوهات التي نشرها جيراندو كانت قمة جبل الجليد. حيث اعترف رضا بأنه كان يساعد جيراندو في تحديد الضحايا وابتزازهم لوقف التشهير بهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين ضحاياه، كان هناك محامٍ مغربي اتهمه بالفساد. إلا أن هذا الأخير قرر ملاحقة جيراندو قضائيًا في كندا، مما أجبر الأخير على التعهد بحذف الفيديوهات المسيئة وعدم التعرض له مرة أخرى.

من جهة أخرى كشفت التحقيقات عن شبكة واسعة من الوسطاء الذين يعملون مع جيراندو، من تجار مخدرات في الدار البيضاء إلى موظفين في ادارات مغربية، وحتى مهندس معلوميات في كندا. اذ استخدم جيراندو أساليب متنوعة لابتزاز ضحاياه، معتمدًا على معلومات حصل عليها من تاجر مخدرات هارب في إيطاليا يُدعى « ولد الفرملي ».

و لم يتوقف جيراندو عند هذا الحد، بل استغل كل فرصة لابتكار طرق جديدة للنصب والاحتيال. متقمصا لدور فاعل خير حيث قام  بجمع تبرعات من محسنين مدعيا أن الأموال التي يحصل عليها ستُستخدم لمساعدة مهاجرين غير شرعيين أو لتمويل عمليات جراحية وهمية لمرضى السرطان.

في إحدى أكثر خططه دهاءً، استغل جشع مهندس معلوميات مغربي مقيم في كندا لتحويل أموال الابتزاز إلى حسابه في كندا عبر حساب المهندس في فاس. أوهم جيراندو المهندس بأن التحويلات كانت مشروعة لأسر طلبة مغاربة في كندا.

استمرت هذه التحويلات المشبوهة لفترة طويلة، حيث كان جيراندو يستخدم أكاذيب وحيل متجددة للنصب على ضحاياه وسماسرة على حد سواء.

تظل قصة هشام جيراندو مثالًا حيًا على براعة الجريمة والاحتيال، وتبرز الحاجة الملحة للتعاون الدولي لوضع حد لهذه الأنشطة الإجرامية التي تتخطى الحدود

ابوحمزة