مسقط رأس هتلر سيتحول لمركز شرطة ومكان لورشات حقوق الإنسان

مسقط رأس هتلر سيتحول لمركز شرطة ومكان لورشات حقوق الإنسان

من مكان لولادة الديكتاتور النازي أدولف هتلر إلى مركز للشرطة ومكان لتنظيم ورشات تدريب على حقوق الإنسان. هذا ما قررته الحكومة النمساوية في مصيرالبيت الذي ولد فيه هتلر بعد جدل دام سنوات.

بعد سنوات من الخلاف توصل السياسيون ولجنة من الخبراء في النمسا إلى اتفاق بشأن الاستخدام المستقبلي للبيت الذي ولد فيه الزعيم النازي أدولف هتلر.

وحسب ما أعلنت وزارة الداخلية النمساوية، سيتم تحويل المبنى إلى مركز شرطة اعتبارًا من الخريف، كما كان مخططًا منذ فترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك وبناءً على توصية من لجنة الخبراء المختصة، سيتم تنظيم دورات تدريبية في مجال حقوق الإنسان لضباط الشرطة في المبنى مستقبلا.

وقال المؤرخ وعضو اللجنة أوليفر راتكولب للصحفيين إنه باستخدام المنزل كمركز للشرطة، يكون تم التوصل لاستخدام مناسب « لتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية ». وبحسب البيان، فإن الهدم أو إنشاء نصب تذكاريغير وارد بالنسبة لأعضاء لجنة الخبراء، حسب ماجاء في موقع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ.

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تجهيز المبنى في عام 2025، وسيتم بعدها نقل مركز الشرطة وقيادة شرطة المنطقة إلى هناك عام 2026. وبذلك يضع هذا الأمر نهاية لجدل استمر لمدة عام حول استخدام المبنى.

لجنة ترفض تحويل المبنى لنصب تذكاري

وتولت لجنة منذ عام 2016 مسؤولية البحث في الاستخدام المستقبلي للمبنى الذي ولد فيه هتلر، ومن بينهم علماء وممثلون عن الطائفة اليهودية ووزارة الداخلية وأرشيف التوثيق للمقاومة النمساوية.

وعبرت اللجنة مرارًا وتكرارًا عن رفضها لاستخدام المبنى كنصب تذكاري. إذ ترى أن النصب التذكاري ينبغي أن يركز على ضحايا الحقبة النازية وهو ما لا يوفره مسقط رأس هتلر، الذي هو مكان الجاني وليس الضحية.

كما رفضت اللجنة فكرة الهدم الكامل للمبنى، لأن ذلك قد يفسر على أن النمسا تتنصل من مسؤوليتها التاريخية من خلال ذلك، كما جاء في موقع القناة النمساوية العمومية ORF. كما أن الهدم ليس ممكنًا أيضا من الناحية القانونية بسبب القانون الذي يلزم الحكومة الفيدرالية بمواصلة استخدام المبنى بطريقة هادفة.

استطلاع رأي يعارض تحويل البيت لمركز شرطة

وفي استطلاع أجراه معهد أبحاث السوق ونشرته ORF فإن غالبية الذين استطلعت أراؤهم مؤخرًا هم ضد تحويل مسقط رأس هتلر إلى مركز شرطة. فوفقًا لاستطلاع الرأي هذا فقد أيد 53 في المائة إنشاء مؤسسة تعنى بالديمقراطية وإحياء ذكرى ضحايا النازية ومناهضة الفاشية والتسامح والسلام. وطالب 23 في المائة بهدم المبنى، فيما أيد ستة في المائة فقط تحويله إلى مركز للشرطة. وشارك في استطلاع الرأي الذي أجري في شهر مارس 1000 نمساوي.

يذكر أن البيت الذي ولد فيه هتلر تحول إلى مبنى فارغ منذ خروج المؤسسة الخيرية Lebenshilfe منه عام 2011 والتي كانت تدير هناك ورشة عمل للمعاقين.

و في عام 2017 صادرت الدولة النمساوية ملكية المبنى بعد أن رفضت مالكته الالتزام بلوائح البناء والحماية من الحرائق، وفق ما جاء في موقع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ.

هشام الدريوش