. دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ولكن برؤية مدروسة، أصبح هذا الفيديو كليب بمثابة ضربة عبقرية حقيقية.
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي بات حاضرا في جميع الميادين، إلا أن « مالتم أفريقيا » اختارت الاستغناء عنه في مشروعها الأخير. الشركة، الرائدة في مجال التحول الرقمي بالمغرب، تفاجئ الجميع بالكشف عن « نبغيك يا بلادي »، فيديو موسيقي مصمم عكس التيارات التكنولوجية الحالية. مشروع يعطى فيه الفرصة للإبداع البشري والموهبة المغربية بدلا من التكنولوجيا.
وراء هذه المبادرة، هناك نهج مدروس بشكل جيد. فبدلا من الاعتماد على الخوارزميات، استعانت « مالتم أفريقيا » بفنانين، وتقنيين، ومخرجين مغاربة موهوبين، الذين غالبا ما يكونون في الظل في الإنتاجات الكبرى الدولية. إنه اختيار استراتيجي ورمزي يبرز حرفية محلية غالبا ما تكون غير معروفة.
التوقيت أيضاً ليس عشوائياً. مع اقتراب كأس الأمم الإفريقية، تستفيد الشركة من موجة الفخر الوطني ووحدة الشعب المغربي. « نبغيك يا بلادي » يتجاوز بذلك الإطار الموسيقي ليصبح نشيدا للهوية المغربية والتفوق المحلي.
موسيقياً، تمزج الأغنية الإيقاعات الأفرو مع النغمات التقليدية للمملكة، مما يخلق تمازجا بين الحداثة والتراث. وهو زواج دقيق ينسجم مع قيم التضامن والالتزام التي تحملها كأس الأمم الإفريقية.
من خلال هذا المشروع، تظهر « مالتم أفريقيا » أن الابتكار لا يقتصر فقط على الخوارزميات، بل أيضا في الطريقة التي يمكن أن تجمع بها الشركة المواهب، وتحتفل بالثقافة المحلية، وتلهم الوحدة. « نبغيك يا بلادي » يثبت أن مستقبل الإبداع يكمن في التوازن بين التكنولوجيا والإنسان، وأن الابتكار يمكن أن ينشأ أيضا من التعاون واحترام التقاليد.