.ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الثلاثاء (26 نوفمبر 2024) أن « غارة عنيفة جدا نفذها الطيران » الإسرائيلي، مستهدفا مبنى قرب جامع خاتم الانبياء في النويري في بيروت ودمره بالكامل »، في ظل توقعات متنامية بالتوصل إلى وقف إطلاق نار وشيك لوقف القتال في لبنان. وأشارت إلى أن المبنى مؤلف من أربعة طوابق ويؤوي نازحين.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن سبعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 37 شخصا آخرين. ونقلت قناة « راي » التلفزيونية الإيطالية اليوم الثلاثاء عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب قوله: « وافق (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو من حيث المبدأ، كما وافقنا نحن كحكومة ». وذكر الوزير: « القرار النهائي يقع على عاتق مجلس الوزراء الإسرائيلي ».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة عبر شاشات التلفزيون أن مجلس الوزراء الأمني المصغر موافق على وقف إطلاق النار في لبنان حيث تقاتل إسرائيل حزب الله، من دون أن يحدد مدته. وقال نتنياهو: « هذا المساء سأعرض على مجلس الوزراء مشروع وقف إطلاق النار في لبنان للموافقة عليه. مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان ». وأضاف « بالاتفاق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بالحرية التامّة للتحرك عسكريا » في لبنان. وأضاف: « إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول إعادة التسلح، سنهاجم ».
ومن ناحيته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الثلاثاء إن بلاده ستتخذ إجراء صارما ضد حزب الله حتى بعد وقف إطلاق النار حال حدوث انتهاكات. وأفاد مكتب كاتس أنه ذكر في اجتماع مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت: « لن يعود الوضع كما كان من قبل ». وأضاف كاتس: « سنواجه أي تهديد في أي وقت وأي مكان. وسيتم تدمير أي منزل يعاد بناؤه جنوبي لبنان ويتم استخدامه كقاعدة إرهابية وفي جنوبي لبنان، وصلت القوات الإسرائيلية إلى نهر الليطاني أثناء توغلها في البلاد المجاورة، حسبما أعلن الجيش اليوم.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورة عبر منصة إكس أظهرت على ما يبدو جنودا يعبرون جسرا فوق النهر. وأفادت الرسالة بالعثور على العديد من أسلحة حزب الله وتدميرها في المنطقة.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وفي إطار جهود وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يصدر قريبا، ترغب إسرائيل في أن يتراجع حزب الله اللبناني بصورة دائمة لما وراء نهر الليطاني، 30 كيلومترا من الحدود الرسمية، حسبما ينص القرار الأممي 1701. ويدعو الاتفاق إلى التطبيق الشامل للقرار وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، من بين أمور أخرى.
يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن منذ 23 سبتمبر الماضي غارات جوية استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان، ثم أطلق الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر عملية برية جنوب لبنان، ما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص وتدمير هائل للبنية التحتية ونزوح هائل للسكان.