رُب ضارة نافعة.. الإصابة بكورونا قد تخفض نمو الأورام السرطانية

رُب ضارة نافعة.. الإصابة بكورونا قد تخفض نمو الأورام السرطانية

كشفت دراسة حديثة أن الإصابة بفيروس كورونا قد ساعدت بعض المصابين بالسرطان في خفض نمو الأورام السرطانية أو على أقل تقدير جعلت نموها بوتيرة أقل.

لا تأتي الإصابة بالفيروسات بأي جوانب صحية إيجابية على البشر، بيد أن فيروس كورونا ربما يصدق عليه قول القائل: « رُب ضارة نافعة ».

فقد ذكرت مجلة « تايم » أن بعض الأطباء رصدوا خلال جائحة كورونا أن بعض الأشخاص المصابين بالسرطان ممّن أصيبوا بفيروس « كوفيد 19″، قد تقلصت أورامهم السرطانية أو أنها نمت بوتيرة أقل من السابق.

ونقلت المجلة عن الدكتور أنكيت بهارات، رئيس جراحة الصدر في جامعة نورث وسترن الأمريكية، قوله: « لم نستطيع الوقوف على حقيقة الأمر، لأن هؤلاء المرضى كانوا في حالة مرضية شديدة.

هل كان ذلك لأن الجهاز المناعي كان محفَّزا بشدة بسبب الإصابة بفيروس كوفيد 19، لدرجة أنه شرع في قتل الخلايا السرطانية؟ ».

وقرر بهارات وفريقه إجراء دراسة باستخدام مزيج من الخلايا البشرية والنماذج الحيوانية، لمعرفة ما إذا كانت الإصابة بفيروس كورونا قد ساعدت في خفض نمو الأورام السرطانية على أمل أن يمهد ذلك الطريق أمام إيجاد طريقة جديدة محتملة لمكافحة السرطان.

ونشر الفريق الطبي الدارسة في 15 نونبر في مجلة « التحقيقات السريرية ».

وكشفت الدراسة عن أن وجود « سارس-كوف-2″، العامل المسبب لكورونا، قد جعل الخلايا المناعية المسماة الوحيدات (monocytes)، تعمل وتتصرف بشكل مختلف عما كانت تفعله عادة.

يشار إلى أن هذه الخلايا تقوم بتنبيه الخلايا المناعية الأخرى أو ما يُعرف بالخلايا القاتلة القادرة على التعرف بالخلايا المصابة أو الخلايا السرطانية وتعد بمثابة خط الدفاع الأول ضد العدوى الفيروسية.

وفي ذلك، قال بهارات إن بعض هذه الخلايا تشكل جدارا مناعيا يحمي الورم من الاكتشاف والهجوم من قبل الدفاعات المناعية الإضافية، لكن خلال العدوى بفيروس كورونا، فإن « سار-كوف-2 » يرتبط بهذه الوحيدات، ومن خلال القيام بذلك يعيدها إلى أداء وظيفتها الأصلية المتمثلة في الدفاع عن الجسم ضد السرطان.

وأشار خبراء إلى أن الدراسة – في حال تأكيدها من خلال دراسات بشرية – يمكن أن تمثل طريقة جديدة للتحكم في السرطان.

دويتشه فيله