« لا تحفر في أنفك »، هذا ما كنا نسمعه منذ صغرنا. عادة ما يقوم الأطفال بانتقاء أنوفهم دون خجل وعلى نطاق واسع، مثل ذلك كمص الإبهام. غالبا ما يفعلون ذلك بدافع الملل أو حب اكتشاف ما هو مخفي في السرادب المظلمة خلف فتحتي الأنف. إنه في الواقع شيء طبيعي ولكنه قد يشكل خطير أيضا.
يمكن للبكتيريا أن تنتقل من الأنف إلى المخ
لا يكاد يوجد أحد يطهر أو يعقم أصابعه قبل أن يدخلها إلى أنفه، علما أن أيدينا مليئة بالبكتيريا. إذا تم إضعاف جهاز المناعة ولم يكن الغشاء المخاطي سليما، يمكن للبكتيريا أن تدخل الدماغ وتسبب ما يعرف باسم التهاب السحايا الجرثومي. وإذا وصلت البكتيريا إلى هناك، فإنها يمكن أن تسبب الالتهاب، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل الحمى والصداع وتيبس الرقبة والحساسية للضوء والارتباك.
التهاب السحايا الجرثومي هو حالة خطيرة يمكن أن تسبب مضاعفات أخرى. وتشمل هذه تلف الدماغ والسكتات الدماغية والنوبات إضافة إلى خطر الإصابة بفقدان السمع. عادة ما يعالج الطبيب المرض بالمضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها عن طريق الوريد.
دور الأنف في الحفاظ على صحة الإنسان
أنفنا عبارة عن تركيبة زخرفية معقدة به حوالي خمسة إلى عشرة ملايين خلية شمية تقع في تجويف الأنف العلوي. يقوم الأنف بتصفية مسببات الأمراض والملوثات مثل حبوب اللقاح والغبار من الهواء قبل أن تصل إلى الرئتين، ويحمي الجهاز التنفسي من العدوى والأضرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغشاء المخاطي للأنف يرطب الهواء الذي نتنفسه ويمنعه من الجفاف، كما يلتقط المخاط البكتيريا والفيروسات وينتقلان من الأنف عبر الأهداب.
ويقوم معظم الناس بالحفر في أنوفهم عندما يشعرون بأنهم غير مراقبون. مثلا عند الانتظار أمام إشارة المرور، يقوم عدد غير قليل من السائقين بتنظيف أنوفهم. ويقوم 62 في المائة الرجال، أكثر بقليل من النساء بنسبة 51 في المائة، بالحفر في أنوفهم.