مغالطات إعلامية وتصحيح الحقائق
أثارت بعض المنابر الإعلامية مؤخرًا جدلًا حول أداء المغرب في مجال الاتصال، واصفةً إياه بأنه متأخر من حيث جودة الشبكات وسرعة التحميل، مستندة إلى تفسير خاطئ لتقرير صادر عن منصة « rfbenchmark.com » خلال النصف الأول من عام 2023.
إلا أن التقرير نفسه، والذي يُعد مرجعًا في تقييم جودة شبكات النقال والثابت، صنّف المغرب كثاني أفضل بلد إفريقي من حيث سرعة التحميل، متقدمًا على العديد من الدول في القارة.
وفي تقرير آخر أصدرته المنصة نفسها للنصف الأول من عام 2024، أكدت التطورات التي شهدها قطاع الاتصالات في المغرب، وسلطت الضوء على عدة نقاط منها: نمو متسارع للإنترنت عبر النقال بفضل الاستثمارات الكبير التي ضختها الشركات المشغلة
و كذا تحسين مستمر لجودة الخدمات بقيادة شركات مثل اتصالات المغرب، التي تواصل تحسين خدمات البيانات لتلبية احتياجات المستخدمين.
إضافة الى الريادة الإقليمية حيث يتمتع المغرب بأسرع إنترنت نقال في المنطقة، ما يضمن للمستخدمين تجربة سلسة وموثوقة.
تقارير دولية تعزز مكانة المغرب من حيث جودة شبكة الانترنيت
إلى جانب تقارير « rfbenchmark.com »، أصدر موقع « OpenSignal » تقريرًا في نوفمبر 2024 حول أداء شبكات النقال في إفريقيا، ووضع المغرب ضمن أفضل ثلاث دول في القارة من حيث جودة شبكة الانترنيت وسرعات التحميل.
هذا التصنيف لم يأتِ من فراغ، إذ يشير التقرير إلى أن المغرب قد عزز من بنيته التحتية الرقمية، مما أسهم في توفير خدمات عالية الجودة للمستخدمين، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية
تُعد الاستثمارات الكبيرة التي خصصتها المملكة لتطوير قطاع الاتصالات من أبرز أسباب هذا التقدم، حيث تركزت هذه الاستثمارات على توسيع شبكات الألياف البصرية و ذلك لضمان اتصال مستقر وسريع في جميع أنحاء البلاد.
إضافة الى تعزيز أبراج الاتصالات لتوفير تغطية شاملة، بما في زيادة على الاستعداد للجيل الخامس (5G) كخطوة استراتيجية لتحديث القطاع ومواكبة التكنولوجيا العالمي.
دور البنية التحتية في دعم الفعاليات الدولية
يمثل هذا التقدم الرقمي عنصرًا أساسيًا في استعداد المغرب لاستضافة أحداث رياضية كبرى، مثل كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030. توفر البنية التحتية الرقمية المتطورة للمشاركين والزوار تجربة اتصال فائقة الجودة، سواء داخل الملاعب أو عبر منصات البث الرقمية.
رؤية مستقبلية: المغرب الرقمي 2030
يعمل المغرب على تعزيز مكانته كمركز رقمي إقليمي من خلال إطلاق مبادرات مثل « المغرب الرقمي 2030″، التي تهدف إلى تحسين الخدمات الحكومية الرقمية و دعم الابتكار التكنولوجي والمشاريع الناشئة زيادة على جذب الاستثمارات العالمية في قطاع التكنولوجيا.
إن التقدم الذي حققه المغرب في قطاع الاتصال بالإنترنت يعكس رؤية استراتيجية وطموحًا نحو التحول الرقمي. ومع استمرار الاستثمارات والتطوير المستدام للبنية التحتية، يرسخ المغرب مكانته كقوة تقنية صاعدة في إفريقيا وشريك موثوق به على المستوى الدولي. هذه الإنجازات لا تعزز فقط جودة الحياة للمواطنين، بل تفتح أيضًا آفاقًا واسعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي.