.صوّت البرلمان الإسرائيلي « الكنيست » الاثنين (الأول من أبريل 2024) لصالح قانون يسمح لرئيس الوزراء بحظر وسائل إعلام أجنبية تضرّ بالأمن في إسرائيل، وهو نص يستهدف قناة الجزيرةالقطرية.
ويمنح هذا القانون الذي أقرّ بأغلبية 70 صوتا مقابل 10 لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إمكان حظر بث القناة المستهدفة، وصولا إلى إغلاق مكاتبها في إسرائيل.
وكان نتنياهو قد تعهد باتّخاذ « إجراء فوري » لإغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل فور إقرار النص.
وكانت إسرائيل قد اتّهمت في يناير صحافيا في الجزيرة ومتعاقدا حرا قتلا في ضربة في غزة بأنهما « عنصران إرهابيان ». وفي الشهر التالي قالت إن صحافيا آخر يعمل لحساب القناة وجُرح في ضربة منفصلة، كان « نائب قائد سرية » في حركة حماس.
نص القانون يسمح بحظر وسائل إعلام أجنبية
ويسمح نص القانون الذي أقره الكنيست للسلطات الإسرائيلية بحظر وسائل إعلام أجنبية تشكل خطرا على الأمن القومي.
وجُرح مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح في ضربة إسرائيلية في ديسمبر، قُتل فيها مصور للشبكة.
ويشار إلى أنّ وزير الاتصالات الإسرائيلي اتهم الجزيرة في 15 أكتوبر بالتحريض المؤيد لحماس وتعريض القوات الإسرائيلية لكمائن. ولم ترد قناة الجزيرة وحكومة الدوحة على تلك الادعاءات.
لكن في الشهر التالي، بدا أن إسرائيل تتجنب المحطة القطرية، وأمرت بدلا من ذلك بإغلاق البث المحلي لقناة لبنانية أصغر حجما موالية لإيران، هي قناة الميادين، بموجب لوائح إعلامية طارئة.
شبكة « الجزيرة » ترد
وفي أول رد فعل لها على القانون الذي أقره الكنيست، دانت شبكة الجزيرة مساء الإثنين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتّهم الشبكة القطرية بالمشاركة « بشكل نشط » في الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الجزيرة في بيان إنّها « تدين هذه التصريحات (…) التي لا تجد لها إلا وصفاً واحداً وهو أنها كذبة خطيرة ومثيرة للسخرية ».
وكان نتنياهو قال عبر حسابه على منصة « إكس » إنّ قناة الجزيرة « جهاز دعاية لحماس » و »شاركت بشكل نشط في مجزرة السابع من أكتوبر ».
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إنه إذا صحت تقارير عن عزم إسرائيل إغلاق مكتب شبكة الجزيرة الإخبارية، فسيكون ذلك أمرا « مقلقا ».
قطر تتوسط في ملف الهدنة والرهائن
واشتكى مسؤولون إسرائيليون منذ فترة طويلة من تغطية الجزيرة لكنهم لم يتخذوا أي إجراء آخذين في الاعتبار تمويل قطر لمشروعات بناء فلسطينية في قطاع غزة والتي تعتبرها جميع الأطراف وسيلة لدرء الصراع.
ومنذ حرب غزة توسطت الدوحة في محادثات لوقف إطلاق النار استعادت بموجبها إسرائيل بعض الرهائن المحتجزين.
في غضون ذلك غادر وفد إسرائيلي رفيع المستوى العاصمة المصرية القاهرة بعد ظهر اليوم، حسبما أفادت مصادر مطلعة في مطار القاهرة، بعد ما يقرب من يومين من المحادثات.
وكان مسؤول إسرائيلي قد كشف في وقت سابق عن إحراز بعض التقدم في محادثات الرهائن في القاهرة، وتوقع أن يتم تكثيف المفاوضات بشكل ملحوظ في الأيام المقبلة.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، التي أوردت النبأ، أن المحادثات في القاهرة جرت وسط إحباط إسرائيلي متزايد من فعالية قطر كوسيط واستعدادها للضغط على حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.