وستمكن هذه الدورة التكوينية، التي طورتها منظمة اليونسكو بالتعاون مع المركز الدولي للمعلومات والشبكات للتراث الثقافي غير المادي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ تحت رعاية منظمة اليونسكو، وأكاديمية أهداف التنمية المستدامة (SDG)، المتعلمين من اكتساب فهم أفضل للتراث الثقافي غير المادي وصلته بالتنمية المستدامة، فضلا عن استكشاف نماذج وتجارب المجتمعات عبر العالم.
وكان إعداد هذه الدورة التكوينية عبر الإنترنت ثمرة عمل خبراء بارزين في مجال التراث الثقافي غير المادي والتنمية، بتعاون مع كرسي اليونسكو للبحث في التراث الثقافي غير المادي والتنوع الثقافي بالجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك.
وفي تصريح له، أوضح أمين اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، تيم كورتيس، أن « هذه الدورة التكوينية حول التراث الحي والتنمية المستدامة تشمل عدة مواضيع، لا سيما دور التراث الثقافي غير المادي ومساهمته في التنمية المستدامة »، داعيا، بهذه المناسبة، جميع الأشخاص المهتمين إلى التسجيل في هذه الدورة عبر الإنترنت لمزيد من المعلومات.
وأضاف أن « هذه الدورة تسعى أيضا إلى تسليط الضوء على المقاربات التي توظفها مختلف المجتمعات عبر العالم لمعالجة هذه القضايا، وإدراك أهميها في حماية التراث الثقافي غير المادي ».
من جهته، قال المسؤول عن إدارة التراث الثقافي بجمهورية كوريا، تشوي أونغ-تشون، في كلمة بالمناسبة، إن هذه المنصة هي ثمرة عمل جماعي وتعاون غير مسبوق بين جميع الفاعلين »، مضيفا أنها ستمكن الطلبة المسجلين من فهم أفضل للصلة بين التراث الحي والتنمية المستدامة، وذلك من خلال وحدات متنوعة وبناءة.
وأضاف أن « إدارة التراث الثقافي بجمهورية كوريا ستواصل مبادراتها وجهودها مع مختلف الفاعلين في جميع أنحاء العالم، بتعاون وثيق مع منظمة اليونسكو، بما يعود بالنفع على المجتمعات، وخاصة الأجيال الصاعدة ».
من جانبها قالت رئيسة وحدة توطيد القدرات وسياسات التراث التابعة لليونسكو، سوزان شنوتغن، في تصريح مماثل، إن هذه الدورة المكثفة والمجانية عبر الإنترنت تتناول مواضيع مختلفة، منها دور التراث الثقافي غير المادي في تحقيق التنمية المستدامة، والصلة بين صون التراث الثقافي غير المادي وتغيرات المناخ، وبين التراث الثقافي غير المادي والجنس، وبين التراث الثقافي غير المادي وتنمية الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.
يشار إلى أن أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، انطلقت اليوم بالرباط، برئاسة المغرب وبمشاركة وزراء وممثلي المجتمع المدني من 180 بلدا، فضلا عن مسؤولين باليونسكو.
وستنظر اللجنة في 24 تقريرا حول عنصر مدرج على قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، و42 تقريرا للدول الأطراف من أوروبا حول تنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو لسنة 2003، وحول الوضعية الحالية للعناصر المدرجة على القائمة التمثيلية لهذا التراث.
كما ستتداول اللجنة في أربعة طلبات للإدراج في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وخمسة مقترحات للإدراج في سجل الممارسات الجيدة للحفاظ على التراث، فضلا عن النظر في طلب مساعدة مالية دولية.
وتم اعتماد اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي من قبل المؤتمر العام لليونسكو في 17 أكتوبر 2003، ودخلت حيز التنفيذ سنة 2006.